| عنوان المشاركة: رحلة الى ربوع الاردن _الرمثا | مرسل: الثلاثاء 15 يونيو 2010, 2:52 am |
|
ن الناظر في التاريخ يجد انه على روابي الرمثا قد زهت حضارات كانت رافدا من روافد الحضارة الإسلامية العريقة في بلاد الشام وتفاعل تلك الحضارة مع الحضارات الأخرى في مصر والعراق والجزيرة العربية. إن الناظر في تاريخ المدن الأردنية يجد افتقار للمعلومات عنها في اغلب الأحيان ومن هذا المنطلق أردنا إن نكتب موجزا تاريخيا عن مدينتنا الغالية الرمثا وفاء منا ببعض حقوقها علينا.
يقع لواء الرمثا في الزاوية الشمالية الشرقية من محافظة اربد المحاذي للحدود السورية الأردنية، وقد مر اللواء بفترات نمو وازدهار عبر مراحل التاريخ المختلفة، ويدل على ذلك الآثار المنتشرة على روابي هذا اللواء، وتشمل الآثار التي تم العثور عليها في اللواء على آثار تعود لحضارات آرامية وحضارات أخرى، وقد قامت عدة بعثات أثرية بعمليات تنقيب أثرية في منطقة الرميث، ومنها مدرسة الأبحاث الشرقية الأمريكية برئاسة الدكتور( بول لاب ) عام 1967م والذي درس علم الآثار بجامعات أمريكية عديدة و قد رافقه من أبناء الرمثا محمد خير الهربيد الزعبي، و كان من نتائج هذه الحفريات اكتشاف آثار تعود لحضارات آرامية وحضارات تعود للعهد الحديدي.
وتقع خربة الرمثا والتي تدعى اليوم (الكيال) في وسط المدينة الحديثة حاليا وقد وجد أوائل من سكنوها مغارات منحوتة كتب فيها كتابات غير عربية، وذكرت منطقة الرمثا في معجم البلدان لياقوت الحموي لقوله (منطقة تزرع بالحبوب كالقمح والشعير وتروى بمياه الأمطار ويطاق عليها اسم البرية)، وأطلق اسم الرمثا عليها نسبة إلى نبات شوكي يسمى (الرمث) والذي يكثر فيها.
الموقع يقع اللواء في الزاوية الشمالية الشرقية لمحافظة اربد بين خطي طول 35ـ36 وبين دائرتي عرض 32,25ـ32,45 درجة
الحدود يحد لواء الرمثا من الشمال والشرق الحدود الأردنية السورية , ويفصل اللواء عن سوريا وادي أبو قنطرة احد روافد نهر اليرموك وكذلك وادي الخوابي, ويشكل وادي الشلالة احد روافد نهر اليرموك أيضا وهو حد طبيعي بين اللواء ولواء قصبة اربد ولواء بني كنانة من الغرب اما من الجنوب فيحد اللواء محافظة المفرق .
التضاريس تتألف معظم أراضي اللواء من أراضي سهلية ذات بنية مائدية بسبب الحركات الباطنية عليها كالزلازل والبراكين , ويتخللها بعض الأودية الضحلة والجافة لا يتجاوز ارتفاعها عند وادي الشلالة بالقرب من عفوا الشجرة 420 م وتبدأ بالارتفاع التدريجي كلما اتجهنا شرقا إذ تنتهي بسلسلة من التلال المتوسطة الارتفاع حيث يبلغ ارتفاعها 600 م.
المناخ [size=12][size=16][b]وتتوافر الأودية الواسعة التي تجري فيها مياه الأمطار شتاء كوادي الشومر والشلالة، ولو أقيمت السدود على هذه الأودية لعمّت الفائدة وزادت الرقعة الزراعية في اللواء... والتي تبلغ حوالي 250 ألف دونم لم يستغل منها إلا القليل القليل بسبب شح الموارد المائية، وعدم السّماح لأصحاب الأراضي بحفر الآبار الجوفية، المتوافرة بالمنطقة بكثرة... ومناخها امتداد لمناخ البحر الأبيض المتوسط، مع تميّزه بطابع الجفاف النسبيّ، كون المنطقة واقعة على هامش المنطقة الصحراوية... مما يجعله قريباً من المناخ الصحراوي أو القاري. وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 458 كم2، غير مستغلة كلها، وهي موزعة على المناطق التابعة للواء، ويقدر عدد سكانها يزيدعلى مائة ألف نسمة، ويتوزع السكان على ستة تجمعات، فيها ثلاث مجالس بلدية هي الرمثا، الطّرة، الشجرة، وثلاث مجالس قروية. وتتألف منطقة الرمثا من وحدتين تنمويتين هما الرمثا أولاً، والشجرة ثانياً. الرمثا في التاريخ: لا بدّ أن منطقة الرّمثا مرّت بحضارات إنسانية، مثلها مثل باقي المناطق المحيطة بها، وهذا بحكم موقعها الجغرافي، وتنافس الحضارات على إخضاعها والسيطرة عليها.... فهناك الكنعانيون والعموريون من أوائل الشعوب التي سكنت بلاد الشام.... وخضعت المنطقة للامبراطورية المصرية في عهد ( امنحتب ) الثالث (1642-1633ق.م) وبعد ذلك جاءت الحضارة الآرامية وسيطرت على المنطقة لفترة من الزمن، ومن ثم جاء الأشوريون وأخضعوا البلاد لهم، واستمر الحكم الأشوري لهذه البلاد حتى عام 612ق.م حيث ورث البابليون أملاك الأشوريين. وانهارات الامبراطورية البابلية أمام الغزو الفارسي وانتقلت أملاك المنطقة للامبراطورية الفارسية، وانتصر القائد اليوناني الاسكندر المقدوني على ملك الفرس... بعد ذلك... استطاع بطليموس الأول ملك مصر ضم فلسطين وشرقي الأردن إلى مملكته المصرية ... وكان للإغريق الطابع الحضاري المميز في المنطقة، وانفتحت المنطقة على الحضارة الإغريقية اليونانية، فازدهرت تجارتها وانتعشت مُدنها... وقام اليونانيون بإنشاء عدد آخر من المدن والطرق التجارية. وبعد ذلك اجتاحت المنطقة الجيوش الرومانية عام 64ق.م، وقاموا بإنشاء المدن الرومانية ومنها حلف الديكابوليس ( المدن العشر ) واهتموا بفتح الطرق للأغراض الحربية والتجارية. ومن ثم جاءت الحضارات الإسلامية، ومرّت الرمثا بفترات نمو وازدهار عبر هذه المراحل التاريخية، ويدل على ذلك الآثار القديمة المنتشرة هنا وهناك. والتي تبين أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ فترات طويلة من الزمن، ولم تكن الرمثا آنذاك سوى خربة تحتوي عدداً من الكهوف والمغارات الطبيعية منها والمنحوتة، ويتخلل الخربة واد يسمى وادي السفيد، وكان يتردّد على خربة الرمثا في تلك الفترة قبائل من البدو طلباً للكلأ والماء، فيحطون رحالهم في أوائل الربيع ليرحلوا عنها في أوائل الخريف... وعبرت الجيوش الإسلامية سهول الرمثا وحوران لتحتل دمشق عام 14هـ/635م، وكانت المنطقة أيام بصرى الشّام الطريق الرئيسي الذي تنتقل عبره القوافل التجارية إلى مدينة البتراء... وعندما خرج العرب من الجزيرة العربية يحملون رسالة الإسلام دارت في هذه المنطقة على الطرف الشمالي الغربي بهذا اللواء أرض معركة اليرموك سنة 15هـ/635م. وشرع الخليفة بتأسيس حكومة في بلاد الشام وقسمت البلاد إلى خمسة أجناد ومن ضمنها جند الأردن، الذي كان يضم( مدينة صور وعكا وبيسان وإربد ودرعا)، وعاصمته طبريا... والرمثا كانت تابعة لمدينة إربد التابعة لطبريا... وكانت للمنطقة أهمية إقتصادية كبرى... حيث كانت هذه المنطقة طريقاً رئيسياً لقوافل الحج التي تقلع من دمشق إلى الحجاز... وللواء أهمية تجارية في تأمين الاتصال التجاري وتنقل الحجاج بين الشام والحجاز.... وحيث كانت هناك الأسواق التجارية الكبيرة التى يرتادها تجّار العرب بعد أسواق الحجاز. وتعاقبت على المنطقة الحضارات الإسلامية من بعد الخلفاء الراشدين، فهناك الأمويون والعباسيون، والفاطميون والسلاجقة والمماليك والأيوبيون... وتعرضت المنطقة للحملات الصليبة ( 1079م - 1291 م)، وبنى الصليبيون أول حصن في شرقي الأردن عام 1110م يدعى ( قلعة الحابس ) الواقع شمال غرب الشجرة، لتأمين واردات أرض حوران وشرقي الأردن . وازدهرت الرمثا تجارياً، وبخاصة في موسم الحج، فهي أحدى تلك المحطّات التجارية القادمة من الشام إلى الحجاز... إضافة إلى قربها من مدينتي إربد ودرعا... ومدينة إربد إحدى محطّات القوافل الرئيسية للتجارة المتحركة ما بين دمشق والقاهرة... وغالباً ما كانت تمرّ تلك القافلة في الرمثا... إضافة الى أن التجار المتحركين ما بين مناطق دمشق وحوران وعجلون وفلسطين كانوا يمرون بالرمثا. وقد وصفها صاحب " تحفة الأدباء وسلوة الغرباء " بأنها قرية عامرة " بها بيوت منقورة في الأرض نقرها جاهلي قديم يسكنها الإسلاميون، وإلى جانبها مسجد وبه قبة عالية ويبرز أهلها للقاء الحجاج والبيع عليهم بالدجاج والبيض المطبوخين، والعيش الأبيض النقي ويباع ذلك رخيصاً " . وفي العصر الأيوبي شرفت الرمثا بأنها كانت بسهولها وسهول الكفارات معبراً لجيوش صلاح الدين الأيوبي إلى حطين سنة 583هـ/1187م. أما في العصر المملوكي، فقد أصبحت الرّمثا مدينة مزدهرة ومأهولة بالسكان. وقد بنى فيها المماليك مجموعة من المنشآت كالبركة الحمراء، وهي بركة صناعية تقع جنوب مدينة الرمثا، تتجمع فيها مياه الأمطار القادمة من الرّميث وخربة عوش وخربة اليهودية، وكانت قافلة الحاج الشامي بعد إنطلاقها من المزيرب ( البجة ) من قرى حوران متجهة إلى الزرقاء، تقيم يوماً حول البركة الحمراء كي يستريحوا ويزودوا بما يحتاجون إلية ثم يواصلون رحيلهم بعد ذلك. كما بنى المماليك في الطّرة التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال الغربي من الرمثا - منارة - لرصد حركة التتار - وإعطاء الإنذار المبكر إلى قاعدة السلطة. الأماكن الأثرية لقد عايشت هذه البقعة من الأرض، تطورات البشرية منذ عهد التاريخ ومروراً بالإشراق الحضاري في أوج عنفوانه وحتى اليوم... حيث توالت عليها حضارات مختلفة من آرامية، وهيلينية، ورومانية، وبيزنطية، وإسلامية... وتركت تلك الأمم بعضاً من معالمها الأثرية في منطقة الرمثا... ومن أبرز تلك المعالم الأثرية: الرمثا كانت عبارة عن كهوف ومغارات، وعليها كتابات ورسومات، وتقع الخربة وسط المدينة، وهنالك بركة الحماسي التي كان يستقي منها الحجاج والقبائل العربية المارّة بالمدينة. [/size][/size][/b] [size=16][size=12][b] [size=21][b]الرّميث وهي قرية أثرية قديمة، تقع حالياً إلى الجنوب من مدينة الرمثا على بعد خمسة كيلومترات، وقد دلّت الحفريات فيها على وجود مخلفات آرامية، وآثار من العصر الحديدي والهليني والروماني والإسلامي... وذكر الرحالة بيركهارت عندما مرّ بها عام 1812م، بأنه وجد فيها عدّة أعمدة كبيرة ملقاة على الأرض... الطرّة تقع على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال الغربي من الرمثا، ويوجد فيها بعض القبور اليونانية، وقد خضعت للحضارات الرومانية والعباسية والمملوكية والعثمانية. وقد بنى المماليك فيها برجاً ليكون محطة إنذار ومراقبة، ونقل البريد بين دمشق والقاهرة في عهد الظاهر بيبرس،ووضع في ذلك البرج عدد من النظارة وصرفت لهم رواتب. عمراوة تقع على بعد سبعة كيلومترات إلى الشمال الغربي من الطرّة، وهي ذات سطح مموج، ويتجلى هذا التموج خصوصاً في نواحي وادي الروضة... ويوجد في عمراوة جامع بقربه أعمدة أثرية قديمة، وقد تأثرت هذه البلدة بالحضارات المملوكية فقط. تل أم الرجلين (أم جرين) يعُود هذا التل للعصور الرومانية والبيزنطية، وهو على شكل مسرح مدّرج، وفي وسط التل حاجز،ويمرّ فيها قناة تمتد من المزيرب بحوران إلى بيت رأس ومنها إلى أم قيس... وهي محفورة في باطن الأرض ولها منافذ على السطح. خربة الزوايد الشمالي سكنت هذه الخربة من قبل الرومان، والأمويين والمماليك، ويمر فيها طريق بصرى - درعا - جرش الرومانية، وهي ذات سطح مستو، تربتها قديمة، وفيها مقبرة، وخضعت للرومان والمماليك، وهناك أيضاً خربة تسمى خربة الزوايد الجنوبي. خربة أم العظام تقع إلى الغرب من قرية البويضة بحوالي كيلو متر واحد... ويكثر فيها الكهوف والآبار، ويقال بأن اسمها كان أم العظماء كونها مقبرة ملوكية. خربة الحويرة تقع إلى الشمال من مدينة الرمثا، على الحدود الأردنية السورية، فيها آثار وكهوف منحوتة تدل على حضارات العصر الحديدي. البصيلية تعود هذه الخربة إلى العصر العباسي والمملوكي، وتبدو المنطقة مرتفعة ويوجد فيها آثار هدم قديمة... وقد اكتشف فيها مؤخراً عدد من المقابر المنحوتة في الصخر، والتي تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي. خربة العدسية تقع إلى الشمال من عمراوة، ويقسمها من الغرب وادي المدان... والناضر من الخربة يرى القرية السورية "زيزون " الغنية بينابيع المياه، وتعاقب عليها حضارات العصر البرونزي والحديدي، والهيليني والروماني، والبيزنطي والعباسي. خربة المصاطب تقع إلى الشمال الغربي من خربة العدسية، ويوجد فيها نبع يسمى عين جابر، وتأثرت بالحضارات الحديدية والعباسية والمملوكية. خربة المغير الشرقي تقع في الجهة الشرقية لوادي الشلالة، وتوجد بها بعض التلال ذات الشكل الدائري... ويتضح أنها تأثرت بالحضارات الرومانية والبيزنطية والإسلامية. وهناك الكثير الكثير من الخرب الأثرية التي مرّت بالحضارات المختلفة التي مرّت بها المنطقة نفسها... والتي مرّ بها الأردن... ومن هذه الخرب هناك خربة ماجد، وبريقاً... والكفيرات، وأم الآبار الغربية، والشرقية، وعوش، والقصير... وأيضاً هناك بعض البرك، مثل بركة البويضة، وبنى فيها سدّ حديث، والبركة الحمراء، بناها المماليك، على غرار بركة زيزياء، تعتمد على مياه الأمطار من الأودية الموجودة في الّرميث .[ |
|
حمزة fbs
هـاوي مـاسـي خـبـيـر
الإنتساب : 14/01/2010 العمر : 29 المساهمات : 2982 نقاط التميز : 11905 تقييم المستوى : 37 الــدولـــة : المغرب المديـنة : الفقيه بن صالح | عنوان المشاركة: رد: رحلة الى ربوع الاردن _الرمثا | مرسل: الأربعاء 19 يناير 2011, 3:48 pm |
| كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
|
|