قال تعالى
((وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَِابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن
كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
صدق الله العظيم
الجمبرى حيوان بحرى يوجد بكثرة بالبحر المتوسط والأحمر ومناطق أخرى كثيرة ويعيش بعيدا عن الضوء الشديد بالقرب من القاع والمناطق الصخرية ذات القاع الرملى.
والجمبرى Shrimp يطلق على القشريات والتى أهم عائلتها عائلة Penaidea ومن أشهر أفرادها جنس Penaeus ويمثل الجمبرى البحرى مكانا بارزا ومتميزا بين جميع أنواع المنتجات البحرية المختلفة لأهميته الإقتصادية واقبال المستهلكين عليه لجودة طعمه ومحتواه الغذائى العالى فهو بلا منازع يعتبر فاكهة من فواكه البحر ويعتبر من أغلى الأطباق الفاخرة التى تقدم فى اليابان وأوربا وأمريكا وبلاد أخرى كثيرة.
ويتقسم جمبرى المياه المالحة إلى عدة أجناس أهمها جنس Penaeus والذى يتبعه عدة أنواع منها:
الجمبرى السويسى P.semisulcatus
الجمبرى اليابانى P.Japonicus
الجمبرى الهندى P.indicus
جمبرى P.monodon
وهناك أنواع شائعة فى بحيرتى قارون والبردويل مثل Metapenaeus stebbingi
وتشير إحصائيات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية أن هناك زيادة فى انتاج الجمبرى البحرى من المصادر الطبيعية (من سنة 1980 حتى سنة 2006م ) ولكن هذه الزيادة ممثلة فى أنواع غير اقتصادية صغيرة الحجم ويبرهن على ذلك ارتفاع أسعار الجمبرى فى مصر فى السنوات الأخيرة حيث وصل سعر الكيلو جرام من الجمبرى (15 حبة/كجم) بحوالى 90 جنيها فى سنة 2008 مقابل 25-30 جنيها من عشرة سنوات سابقة ولذلك بدأ الاتجاه إلى استزراع الجمبرى صناعيا لزيادة إنتاجه وبدأت أولى محاولات فى مصر فى السبعينات على مستوى البحث العلمى والأكاديمى فى معهد علوم البحار والمصايد لإعادة تسكين الجمبرى السويسى واليابانى فى بحيرة قارون بالفيوم ثم دخلت عمليات استزراع الجمبرى فى مصر بواسطة القطاع الخاص فى منتصف التسعينات (1994م) فى منطقة شرم الشيخ فى سيناء وسهل الطينة فى بورسعيد ومثلث الدديبة فى دمياط وقد بينت دراسات جدوى هذه المشاريع أن هذه الصناعة ذات مردود اقتصادى جيد وكانت هناك نتائج مشجعة فى بداية التشغيل جدول (1) وظهرت بعد ذلك بعض المشاكل والصعوبات فى النواحى الفنية والادارية والاقتصادية سنتعرض لها مع ذكر الحلول االازمة.
ومن تحاليل البيانات يتضح أن الجمبرى السويسى (النايلون) P.semisulcatus يعتبر الأفضل فى التربية تحت ظروف البيئة المصرية. والبحوث والدراسات المختلفة أثبتت أن الجمبرى السويسى P.semisulcatus يمتاز بمعدل نمو سريع واحتياجاته الغذائية أقل نسبياً من الأنواع الأخرى والجمبرى السويسى يعتبر مختلط التغذية Ominivorus حيث يتغذى على سلسلة متنوعة من الغذاء تتدرج مع تقدم العمر ولكن يصبح مفترس اذا ارتفعت كثافة الجمبرى المستزرع مع عدم توفر الغذاء بالكم والكيف المناسب لسد الاحتياجات الغذائية له, والجمبرى السويسى مثل غيره من الأنواع يدفن نفسه فى قاع الأحواض خلال ساعات النهار ويزداد نشاطه ليلاً للتغذية والانسلاخ والتكاثر .
التركيب العام لجسم الجمبري:
يتركب جسم الجمبري من 20 عقلة موزعة كالآتى:
الرأس 6 عقل ( الرأس بها عينان مركبتان محمولتان على ساقين متحركتين )
الصدر 8 عقل
البطن 6 عقل
الرأس والصدر ملتحمان ويكونان منطقة واحدة تسمى الرأس صدرية.
الجمبرى البحرى يعتبر أغلى الأطباق الفاخرة التى تقدم فى أوربا وأمريكا واليابان .
هندسة إنشاء مزرعة الجمبري البحري:
تصميم وإنشاء مزرعة الجمبرى البحرى يعتبر عمل فنى وهندسى يحتاج إلى خبرة مميزة فالتصميم الضعيف والخاطىء للمزرعة والأحواض يقود إلى كارثة ومساكل كبيرة أثناء التشغيل ومن أهم مقومات وعناصر النجاح لوحدة إستزراع الجمبرى البحرى اختيار المكان والموقع المناسب.
أولا : موقع الزريعة
يجب أن يكون موقع المزرعة مناسباً من ناحية سهولة المواصلات وقربها من المدن والقرى لشراء مستلزمات الانتاج وتسويق المحصول وعموما تنشأ مزارع جمبرى المياه المالحة حول شواطىء البحار والمحيطات وخصوصاً بمناطق إلتقاء البحر بالبحيرات والمياه العذبة والشروب قليلة الملوحة.
ثانيا : تربة مزرعة جمبري المياه المالحة
الأراضى ذات القوام الطميى الرملى التى تحتفظ بالماء تعتبر أفضل الأراضى لإقامة مزرعة الجمبرى البحرى ولابد من عمل دراسة عن طبوغرافية ودراسات عت تحليل التربة .
أ. تحليل طبيعى لمعرفة بناء التربة
ب. تحليل كيمائى لتحديد العناصر المختلفة
ت. تحليل ميكانيكى لمعرفة قوام التربة
وذلك للتأكيد من احتفاظ الأرض بالماء وعدم ترشيح وتسريب المياه من الجسور والقاع وللتأكد من خلو المكونات للتربة من المواد الملوثة والضارة لاستزراع وتربية جمبرى المياه المالحة.
ثالثا : المياه
يجب توافر مصدر دائم ومتجدد للمياه الصالحة لاستزراع جمبرى المياه المالحة ( مياه البحار والمحيطات القريبة من مصادر المياه العذبة والمتداخلة معها – مياه الآبار ذات المياه الشروب قليلة الملوحة ) ويجب إجراء التحاليل اللازمة وتقرير صلاحيتها. والمياه الصالحة لتربية الجمبرى تحتوى على الأملاح المعدنية والمواد الغذائية بتركيز مناسب لخصوبة أحواض الجمبرى (غذاء طبيعى ) لذلك نجد أن طبيعة مياه الأحواض تعتمد كلية على طبيعة التربة وبفحص مياه الأحواض نجدها مجموعات مختلفة لكل منها نشاط حيوى مختلف ( البلانكتون النباتى – البلانكتون الحيوانى – حيوانات القاع ).
رابعا : التلوث
من أهم الشروط التى يجب توافرها فى اختيار المكان والموقع لإنشاء المزرعة الخاصة بتربية واستزراع جمبرى المياه المالحة أن يكون بعيداً عن مصادر التلوث بجميع أنواعه سواء تلوث للمياه أو للتربة أو للهواء لما له من تأثير ضار على خواص البيئة المائية وتدهورها وبالتالى على المحصول والإنتاج النهائى.
خامساً : درجة الحرارة
درجة حرارة المياه م أهم العوامل المؤثرة على معدلات نمو الجمبرى للمياه المالحة, والمدى المناسب للنمو يتم الحصول عليه بين 28-35 درجة مئوية ويتوقف الجمبرى عن النمو عند أقل من 15 درجة مئوية ويتعرض للنفوق عند درجة حرارة أقل من 12 درجة مئوية وخصوصاً عند زيادة فترة التعرض للبرودة.
إ
إنشاء الأحواض: